النادي العلمي "مالك بن نبي" نافذة للإبداع والثقافة


كلية العلوم الاجتماعية - جامعة ابن خلدون - تيارت
النادي العلمي "مالك بن نبي" نافذة للإبداع والثقافة
فضاء رحب تغمره العلوم والثقافة، مساحة لإطلاق المواهب والقدرات الفكرية والعلمية للطلبة بالجامعة، يفتح أحضانه لكل من لم يجد أين يطلق العنان لقدراته الدفينة لاستثمارها وتوجيهها من اجل تنمية وترقية صورة الطالب الجامعي، إنه النادي العلمي "مالك بن نبي".
هم طلبة اجتمعوا على الوعي الزائد، حب العطاء وتقديم المساندة ودعم المواهب، هذه المميزات كانت أساس ومنبع فكرة إنشاء النادي العلمي "مالك بن نبي"، برئاسة ابن مدينة "عين كرمس" الطالب "رمضاني سفيان".
مؤسس النادي "رمضاني سفيان" في حديثه لـ "الحياة اليوم":
"خسارة أن تولد وتموت بوعي مهزوم، في زمن مهزوم"


كيف كانت الانطلاقة؟
أمضيت سنتي الأولى في الجامعة ورأيت أن الطالب الجامعي صار محتقرا ويستهان به، سواء داخل الجامعة أو في المجتمع ككل، رغم أن الطالب الجامعي يمتلك قدرات ومواهب دفينة ومكبوتات لم يجد أين يخرجها، لم يعرف كيف ينميها وسط ما تعيشه الجامعة الجزائرية. من هذا المنطلق أردت أن أغير النظرة السيئة عن الطالب الجامعي، وبدأت من شلتي "دون تكبر وبكل افتخار" التي تمثل أهم نجباء الدفعة بالكلية، فعمدنا أن نكون قدوة حسنة ومصدر إلهام لروح العطاء والإبداع لدى بقية الطلبة... وسعينا إلى إقناع الطالب بمكانته المقدس، لأن أساس الحضارة ومصدر التنمية لكل أمة هم طلبة الجامعات.
بدأنا بالتطوع لشرح الدروس لباقي الطلبة بمكتبة الجامعة حتى وصلنا إلى خمسين (50) طالبا بالمجموعة غالبا، ومع الاختلاط بطلبة الدفعات السابقة من ذوي الخبرة بالمجال الجامعي وعريفي الاحتكاك بإدارة الجامعة؛ اكتشفت أنه في سنوات سابقة كان هناك نادي علمي للطلبة تحت سم "مالك بن نبي" بنفس الطموحات ونفس الأهداف لكن الغبار أخفاه. وهكذا كانت الفكرة من أجل نشاطات أكثر تنظيما وبصفة قانونية. فكان بمارس 2018 إعادة إحياء النادي العلمي "مالك بن نبي".
ماهي العراقيل أو الصعوبات التي واجهتكم في البداية؟
الجانب المادي كان أكبر وأبرز الصعوبات، حيث كانت المصاريف عبئا كبيرا علينا كطلبة، عند كل نشاط ننظمه، وذلك من أجل اقتناء الأدوات وطبع المطويات والمنشورات لكل حدث. من جهة أخرى كان التعريف بالنادي والدعوة للانخراط به صعبا لأن الطلبة لا يفرقون بين النادي العلمي والتنظيم الطلابي.

من كان له يد المساعدة والدعم لإنشاء النادي؟
لقد لاقت فكرة النادي دعما كبيرا من أبسط موظف إلى أعلى منصب بالكلية، وتلقيت المساعدة من مدير الجامعة، الإدارة ونخبة من الأساتذة. ويبقى الدعم المعنوي أهم بصفة أساسية من الدعم المادي.
وقد كان السيد "تاج محمد" عميد الكلية سببا في نجاح النادي بالتسهيلات المادية والدعم المعنوي وكذا الإجراءات القانونية.
من جهة أخرى فإن الطلبة المتطوعين كان لهم يد العون أكر والفضل في إنجاح الفكرة التي تحولت من مجرد طموح بين مجموعة طلبة إلى نادي بأعضاء ومنخرطين وبشعبية كبيرة في الجامعة، حتى أننا نطمح إلى إنشاء فرع بكل كلية بالجامعة.
ماهي علاقة النادي "مالك بن نبي" بالتنظيم الطلابي؟
النادي لا يمد بصلة مطلقا للتنظيم الطلابي إنما هي علاقة احترام وتقدير، لكن هذا لا يمنع أننا في بعض الأحيان نعمل جنبا إلى جنب في الأيام التحسيسية والتوعية من أجل إيصال المعلومة إلى الطالب؛ والنادي يبقى مستقلا تماما عن التنظيم، رغم الدعوة إلى التوأمة التي رفضتها من أجل الحفاظ على مبادئ النادي وقناعات الطالب، وأنا كرئيس له أرفض أية مساومة على أهداف النادي.
من خلال احتكاككم بالطلبة، ماهي أسباب عزوف الطلاب عن حضور المحاضرات؟ وكيف يحارب النادي هذه الظاهرة؟
في الغالب وحسب خبرتي وباحتكاكي بالطلبة فإن برودة إلقاء الأستاذ للمحاضرات وكيفية شرحه للدروس أدى إلى صد الطالب وهروبه عن حضور هاته المحاضرات إذ أنهم يحضرون الجانب التطبيقي فقط لحلاوته. لأن الطالب بالسنة الأولى يأتي وكله شغف بالجامعة ولديه الحماس ومازالت به تلك الحرارة للتحصيل والتفوق التي كانت لديه بالثانوي، إلا أنه يفقدها مع الوقت بفقدان الثقة بالأستاذ الجامعي؛ طبعا لا يمكننا إنكار وقع الاستقلالية التي يكتسبها بوصوله إلى الجامعة وأحيانا الاختلاط ببعض الفئات بالجامعة ودون أن ننسى التوقيت الغير مناسب لبعض المحاضرات التي تبرمج وقت وجبة الغداء (12:30 إلى 14:00) كل هذا يؤدي إلى عزوف الطالب الجامعي عن المحاضرات. وأحيانا يطلب من الطالب تقديم ثلاثة (03) بحوث خلال الأسبوع الواحد ما يدفع الطالب إلى التغيب من أجل إتمام بحوثه وهذا ما يؤدي إلى رداءة أعماله وانجازاته من جهة تضييع دروسه من جهة أخرى.
من جهته النادي كان وجها لوجه لمحاربة هذه الظاهرة من خلال مطالبة الأستاذ بتغيير طريقة التدريس التي تعتمد على الإلقاء والأملاء إلى تحويل الدروس إلى منصة للنقاشات بين الطلاب والأستاذ ما يفتح المجال تبادل المعارف وجذب انتباه الطلاب واقحامهم في تحصيل المعلومة، وكذا مطالبة الإدارة بإعادة النظر في توقيت المحاضرات والبرنامج العلمي.
كما أنني أدعو الطلبة شخصيا خلال حديثي إليهم إلى حضور المحاضرات والدروس النظرية لأنه رغم البرودة التي يرونها في إلقاء الأستاذ للدرس إلا أنه يقدم ولو معلومة زيادة خلال ذلك. كما أدعو الطلبة إلى تنظيم أوقاتهم وكيفية وتوقيت المراجعة.
ويتدخل النادي في فترات الامتحانات من أجل مساعدة الطلبة للتخلص من القلق ورهبة الامتحانات.
ماهي أهداف ومهام النادي العلمي "مالك بن نبي"؟
يهدف النادي تحت شعار "علم، عمل، حضارة" إلى تشجيع الإنتاج الفكري في جميع المجالات والأبحاث، نشر الوعي الثقافي لتاريخ الأمة والإسهام في توفير مناخ يساعد على البحث والتعلم والإبداع (علمي، اجتماعي، نفسي...) إضافة إلى إقامة ندوات وأيام دراسية داخل الجامعة، وإحياء المناسبات الدينية والوطنية وحتى العالمية، كما أن النادي يقوم بحملات تحسيسية وتوعوية لفائدة الطلبة والمجتمع المدني إلى جانب زيارات ميدانية إلى مختلف المؤسسات الاجتماعية (دار المسنين، الطفولة المسعفة...).
ومن أجل تنمية مستوى الطالب، ينظم النادي دورات تكوينية في مختلف المجالات وكذا مسابقات فكرية وثقافية سواء على مستوى جامعة ابن خلدون أو بالتنسيق مع جامعات أخرى، إضافة إلى إقامة معارض علمية وأدبية.
أيضا، النادي العلمي "مالك بن نبي" بصدد إصدار مجلته الخاصة.
باعتبار أن الطالب الجامعي بعد التخرج يحتاج إلى مستوى جيد في اللغة الفرنسية، على عكس ما نراه بالجامعة، ماهي الحلول التي يقدمها النادي باعتباره وابة علمية؟
أنا غيور على اللغة العربية بشكل كبير، وأتعامل بها في حياتي اليومية في كل المجالات على غرار كل أعضاء النادي، إذ أن من أبرز مبادئ النادي هو إحياء اللغة العربية، إلا أنني لا أنكر حاجتنا للغات الأخرى من أجل ممارسة حياتنا وكذا من أجل ما بعد التدرج، ولذلك النادي يدعم الالتحاق بحصص الفرنسية المقررة بالبرنامج، رم أنه ليست لدينا الإمكانيات بعد من اجل تخصيص حصص دعم للغة الفرنسية التي هي ضمن مشاريعنا، وفي نفس الوقت فإنني أدعو إلى الابتعاد عن التباهي والغرور من أجل بلوغ توعية المجتمع.
فيما تمثلت مشاركات النادي في الملتقيات والأيام الدراسية والعلمية؟
إضافة إلى الأيام التحسيسية والندوات العلمية التي نظمها النادي على مستوى جامعة ابن خلدون كإحياء ذكرى أول نوفمبر والمولد النبوي الشريف والأيام التحسيسية بخصوص الامتحانات، شاركنا كلجنة تنظيم وتنسيق إلى جانب نادي "أبو بكر الرازي" في الملتقى الدولي للطب البيطري بعنوان "دور الطب البيطري في التنمية" الذي أقيم مؤخرا بتيارت.
بماذا تنصح الطالب الجامعي؟
أخاطب الطالب الجامعي وأقول: "من فضلك إذا هبت رياحك فاغتنمها، فالمرحلة الجامعية هي أهم مرحلة في حياتك، فخذ من معارفها ومعلوماتها كل إيجابي فيها، خسارة أن تمر على سطح الأرض ولا تغير شيئا، خسارة ألا تترك أثرا، خسارة أن تولد وتموت بوعي مهزوم في زمن مهزوم. كن متفائلا تخلص من الأفكار المريضة التي غذيت بها عقلك، خاطب نفسك بحوار إيجابي، أنك تستطيع ان تنجح وستنجح... تخلص من الشحنات السالبة لأن ما تزرعه في عقلك تحصده في حياتك، وتأكد من ان لك قدرات ومؤهلات تسمح لك أن تكون مميزا وأن تصنع لنفسك مكانة وحيزا قوامه الفكر والإبداع، إذا كنت تريد فإنك تستطيع".
                                                                                          إعداد: ش.وداد

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.