التيار الغامض أو هذه الاظافر السوداء
هل تجاوزت الجزائر اخيرا الحلول الجاهزة للأزمة وبالتالي وضعت يدها على الحل الواقعي بتوجهها صوب الإدارة وتقليم اظافر التيار الغامض فيها والذي ظل لسنوات يسوق الرداءة ويحتكر المرافق الحساسة لصالح اطراف تتبني الفكر" الكولونيالي .."
في مفتاح هدا السؤال والراجح منه ومن خلال عمليات التطهير للعناصر الفاعلة في تفقيس الرداءة تدور في الكواليس وبقوة مناهضة الغموض في التسيير نحو إعادة تشكيل الواقع وفق منظور عملية تقليم الأظافر للمستفيدين من الأزمة فضلا عن المتسببين فيها، والراجح ثانيا من هذه العملية أن التيار الرافض للحل التصالحي قد وضع في الواجهة وعليه ان يتقبل الأمر الواقع ..
إذن ، الحل بدأ يأخذ نوعا من المواجهة مع الأخطاء حتى إن كانت هذه الأخطاء لها من يمثلها على مستوى مراكز التكتلات الكبرى لدعاة الاستئصال .. ثم هل بدأت فعلا عملية تقليم الأظافر للتيار الغامض الذي ظل يلعب بمأساة حادة على أوتار الأزمة لتوليد ازمات اخرى اشد ضررا ..؟ السؤال مهم ويبدو على جانب كبير من الواقعية ، فالأزمة بالرغم من التشابك الذي سارت عليه ظلت ازمة مفتعلة صنعتها اطراف خارجية وداخلية لها – بالتأكيد - خلفيات سياسية وإيديولوجية ،لا تحقق نواياها الا تحت ظلال الصراع بين اطراف هي على قدر كبير من التوافق وعلى تصور فكري موحد وان بدا ظاهريا في حالات من التناقض ،ان التغيير في مراكز صنع القرار ظل متواصلا مند امد طويل ومع ذلك لم يقطع دابر الازمة بل زادها في لحظات ما توهجا ولم يتمكن بالتالي التيار الوطني من بسط افكاره على الادارة والقوانين التي تحكمها وقد ظل السؤال محيرا في سبب تراجع جزء من الإدارة باتجاه المسار المناهض لقيم الثورة من جهة ولقيم الشعب والهوية الوطنية من جهة ثانية ..ورغم المحاولات العديدة للحد من هذا الآثار ومن فهم الخفايا التي تحرك هذا التيار المناهض لهذه المبادئ فقد ظلت يدورها سطحية غير قادرة على النفاذ الى عمق الظاهرة ..
البعض رأى هذا الفهم انه مرتبط بشعور الخيبة في التسيير لأنه لم يتمكن من تجاوز العقبة وظل يتدحرج على ضفاف الأزمة وكأنه الصانع الوحيد لها كان هذا الاحساس يراود الكثير، وكان كلما تعمق واتخذ طابع الشمولية وأحيانا طابع الفوضى في الشارع يتم احتواؤه بتغيير الحكومة أو بعضا من الوزراء ولم يتمكن النظام من استيعاب وفهم ظاهرة الاستمرارية لصانعي هذا الاحساس المرتبط بالأخطاء ،الا مؤخرا لان بعضا من الإدارة بالأجهزة الغامضة التي تتحكم فيها وبالتأثير المناهض لروح الامة الذي يسيطر على بعض المواقع الحساسة فيها .. ها التيار الجهنمي الواقف خلف الظلال استطاع ان يسرب لمواقع المسؤولية اقل الناس كفاءة ، وأخلاقا ، ونزاهة ، فضلا عن الميول السياسية التي تجتر رأي الآخر في الضفة الاخرى وفي الغالب هي ميول استعمارية بالنظر الى رافدها الفكري الذي هو رافد " كولونيالي " ادن ، التغيير الفوقي على استمراريته ظل تغييرا غير قادر على فهم الظاهرة الارتدادية وظلت - بالتالي - بذور الازمات تنمو معه بتفاعلات حادة ودامية أحيانا ، غير ان دموية الازمة في العشرية الحمراء والحصاد الرهيب للأرواح فيها اعطي لصائغي القرار السياسي فهما جديدا لبذور الأزمة ومن يقف وراءها ، وكان لا يد ان يوضع جدا للأسباب والخلفيات لها وللمتطفلين على المسؤولية الإدارية باعتبارهم الأصابع الضالعة في الازمنة.
محمد لواتي : كاتب وصحفي
الاستاذ محمد موفق دوما طرحك
ردحذف