محلل سياسي أم عامل نظافة؟


((من المآسي التي يعانيها الإعلام العربي هي أولئك المحللون السياسيون، الذين يتقدمون المشهد، مع كل ما يصبّونه على رؤوس مشاهديهم من تحاليل.. المعذرة.. أعني تحليلات، وإن كانت لا تخلو من فائدة في بعض الأحيان، إذا ما نظرنا إليها كعملية ترتيب للرفوف، أو وضع كل قطعة من "البازل" في مكانها الصحيح ، لكنها لا ترقى بأي حال من الأحوال إلى المعنى الحرفي لكلمة "تحليل".
في الكثير من الأحيان، يبدو الحوار بين هؤلاء "المحللين" أشبه بعراك بين مراهقين، يتنازعون على قلب بنت الجيران، أو جدل تُصوَّر فيه الخلافات بين الدول وكأنها نزاع بين ربتيّ منزل، على حبل غسيل، الأمر الذي يجعل ما يقدمه هذا المحلل أو ذاك أقرب إلى طبق مخلل كي يختار المتلقي ما يحلو له منه.. لكن وللإنصاف.. إذا كان هذا هو مستوى المختصّين، التي تُسلّط عليهم الأضواء باستمرار، حتى يخال إليك أنه، ولكي لا يتأخر على موعد البث المحدد، بات يعيش في القناة التلفزيونية التي تستضيفه.. فهل يُلام المتحمسون لهم))
محمد لواتي

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.