الموضوع : بين منظومة تربوية في الجزائر تعلم (الكفر) وإسلام نائب رئيس حزب يميني متطرف بهولندا بقلم : الدكتور بلقاسم مجاهدي .





لم يبق نقد الوزيرة المكلفة بالتربية يقتصر على الأفراد والجماعات في الجزائر ، وربما كان ينظر إلى هذا على أنه صادر من جهات متطرفة دينيا أو من جهات معارضة للحكومة ، ولكن أن يصدر تصريح صادم من وزير الشؤون الدينية محمد عيسى الذي يتهم فيه المنظومة التربوية بتعليم (الكفر) لاسيما الفلسفة منها، ولكن الوزير لم يذكر التجاوزات الأخرى في مختلف المراحل ، فهذا هو الخطر الذي كنا نحذر منه منذ سنة 2003 -سنة بداية تطبيق ما يسمى بالإصلاحات - أؤكد للمرة الألف أن التربية هي قضية مجتمع وليست قضية أفراد سواء كانوا فلاسفة أو علماء أو مسؤولين مهما علا شأنهم ، والمجتمع بمختلف أطيافه وخبرائه وعلمائه كفيل بالتوافق على استنباط منظومة تربوية متوازنة تجمع بين الأصالة والتفتح على العالم الخارجي من خلال لغاته وعلومه وتجاربه المختلفة. ورغم الاختلاف في تعليم الفلسفة من رافض لها ومؤيد لها ، إلا أن الحكمة تقتضي أن نتعامل معها تعاملا متوازنا لاسيما في هذا المستوى (التعليم الثانوي) بأن ندرب طلابنا على الثقافة النقدية ولكن لا يجب أن نقحمهم في متاهات التيارات الفلسفية المشككة في كل شيء مثل التركيز على أفكار أمثال الفيلسوف (نيتشه) الإلحادية ونتجاهل الفلاسفة المؤمنين من الغربيين والمسلمين ، أي لا يجب أن نبذر أسباب تشظي المجتمع الجزائري كما هو الحال في أوروبا. فالغربيون يتناولون الدين الإسلامي بمدارسهم من وجهات نظر معادية للحقيقة ، ورغم ذلك فإن من يستطيع منهم التعرف على هذا الدين بحرية فسيكون له رأي آخر ، وهذا ما وقع لنائب رئيس حزب سياسي يميني متطرف بهولندا (يورام فان) الذي عزم على تأليف كتاب في نقد وفضح الإسلام بناء على الصورة النمطية التي تشبع بها في بلاده ، ولكنه بعد البحث العلمي النزيه وصل إلى الحقيقة واعترف بخطئه وصدح بإسلامه قبل أيام فقط فكان الذهول من مجتمعه ، كما دخل الإسلام قبل عدة سنوات أحد المهاجمين (ارناود فان) الذي أنتج فيلما سينمائيا سماه (فتنة) المسيئ جدا للدين الإسلامي ونبيه الكريم (ص) مستنيرا بقول الفيلسوف الأمريكي (فوكوياما) الذي أكد أن العقبة التي تقف حجر عثرة أمام بناء العالم الرأسمالي بعد سقوط العالم الاشتراكي- الشيوعي هو الإسلام. إن المحافظة على تماسك المجتمع يشكل أكثر من ضرورة ، والحرص الدائم على الأمن المجتمعي يفرض علينا كمجتمع وحكومة نابعة من هذا المجتمع أن ننتبه جيدا للإبقاء على هذا النسيج الاجتماعي المتماسك.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.