القاصة والروائية رتيبة بودلال : "أكتب لأنكم موجودون"...الكاتب الهاوي "بن عيسى حسين"
القاصة والروائية رتيبة بودلال :
"أكتب لأنكم موجودون"
عرفتها منذ مدة افتراضيا وشغل كتاباتها حيزا من اهتمامي لجديتها، وطرحها
لقراءات دقيقة لواقع المرأة ومشاغلها النفسية، الوجدانية والاجتماعية، والبحث
الحثيث في الواقع أمراضه المتعددة، المتنوعة، القاصة والروائية "رتيبة
بودلال" المنحدرة من منطقة السطارة - ولاية جيجل - الموزعة اهتماماتها بين
دورها كربة بيت وعملها كمديرة ثانوية، نشرت مجموعتها القصصية الأولى "ضمأ
الغيمة السابعة" وبعدها روايتها الأولى كذلك "كاطينا" التي كانت
محطة مختلفة في مسيرتها الابداعية، ولا زالت تشكل باقات من حروفها لتسعد القارئ،
وتنفس هم من تمثلهن في نصوصها الغارقة في الوصف الدقيق، الساحر ... القاصة
"رتيبة بودلال" كما قرأتها أقدمها لكم بكل محبة
رتيبة بودلال :بالنظر إلى الواقع العربي الموبوء، سياسيا
ودينيا وفكريا، وفي ظل المعاناة التي تكبل المبدع على مختلف الأصعدة، فإن مجرد
استمرار الإبداع يدعو إلى التفاؤل، و وجود أدنى حركة إبداعية هو في نظري مؤشر حيوي
يمنع تشاؤمي.
الحياة اليوم: هل تعتبرين تجنيس النص الأدبي اضافة له
وتنوع ام انه تحديد لأفقه وتقييده؟
رتيبة بودلال: تجنيس النص الأدبي هو عملية
تحديد لهويته وتأكيد لملامحه، وهو شيء لا يقلقني أبدا، ما يزعجني حقا هو محدودية
هذا التجنيس عندما يتنكر للنص المبتكر المتحرر من القوالب الجاهزة، دون احتفال
بالتجدد الذي يتميز به، ودون محاولة جادة لمواكبة هذا التجدد.
الحياة اليوم: القصة القصيرة هل هي فعلا ارضية الانطلاق
للرواية؟
رتيبة بودلال: كتابة القصة القصيرة هي إحدى
الممارسات الإبداعية التي قد يكتفي بها الكاتب، وقد يتخذها محطة انطلاق لرحلة
طويلة المدى هي كتابة الرواية، وهذا أمر نسبي، ويتيح مساحة حرية مُرضية للجميع،
لذلك أستهجن أن يكون هناك صراع بين الرواية والقصة القصيرة.
الحياة اليوم: كيف ترين تحول عديد الشعراء لكتابة
الرواية؟
رتيبة بودلال: كيف أرى تحول عديد الشعراء
إلى كتابة الرواية؟ حسنا أنا لا أنظر إلى ذلك على أنه تحول، بل أعتبره تطورا
طبيعيا، تنوعا ثريا في أدوات المبدع، الأمر يشبه أن يتقن الشخص عدة لغات، فيكتب كل
مرة باللغة التي يراها تستوعب فكرته وتخرجها بشكل أفضل، ولا تعارض في نظري بين كتابة
الشعر والرواية والمقال والقصة، أما الرأي القائل بأن للشاعر زاوية نظر شعرية وللسارد
زاوية نظر سردية ولا ينبغي لأحدهما الخروج عن زاويته فالأمر في نظري يشبه أن نتهم
كليهما بعمى ألوان من نوع خاص يجعل كلا منهما لا يرى إلا لونا وحيدا.
الحياة اليوم: الى اي مدى ترتقي الحركة النقدية الواعية
بالنص الابداعي عموما وبالسرد خصوصا؟
رتيبة بودلال: لا أفضل كلمة ترتقي، أحبذ
كلمة تضيء، فالحركة النقدية الواعية هي عملية تسليط للضوء، النص موجود وقيمته تكمن
فيه بذاته، لكن العتمة قد تجعله لا حدث، والإضاءة الخفيفة قد تجعله يظهر في صورة
باهتة، أما النقد الواعي، الإيجابي، الجاد فيجعله يبدو في صورة نقية متعددة
الأبعاد، بجماله وقبحه، بميزاته وعيوبه.
الحياة اليوم: كيف ترين مستقبل الابداع الادبي في ظل التسيب
الذي تشهده حركة النشر وعدم الالتزام بمعايير النص الادبي؟
رتيبة بودلال: عندما يكون شرط النشر الوحيد
هو وجود مقابل يدفعه الكاتب، يتحول هذا النشر إلى تجارة بلا أخلاق، وهذا مع الأسف
موجود، هناك دور نشر بدون لجنة قراءة وبدون مدقق لغوي، ولا معايير لديها سوى
المبلغ الذي يدفعه صاحب العمل، حتى أنها تتخلى عن العمل بمجرد طبعه ودخول الأموال
إلى حسابها، هذه كارثة حقيقية قد تدفع الكاتب الجاد إلى اليأس والانطفاء.
الحياة اليوم: هل تعتبرين السرد صالح للمنابر ام انه
للقراءة فقط؟
رتيبة بودلال: عموما فإن السرد يحتاج إلى
الاختلاء، من جهة بسبب الحيز الزمني الذي يتطلبه ومن جهة بسبب ما تتطلبه قراءة
السرد على المنبر من مهارات تعبيرية تفاعلية لا تقل عن مواهب الممثل المسرحي
البارع وذلك ليس مضمونا لدى أي سارد...
الحياة اليوم: علاقة معاهد الادب بالجامعات والحراك
اﻻدبي كيف تساهم في تكثيف وتهذيب الواقع الادبي؟
رتيبة بودلال: ليس لدي اطلاع في هذا
المجال، لا أريد أن أتحدث من فراغ، لكن عموما: عندما يتوجه الطالب إلى معهد الآداب
عن رغبة وبدافع الشغف فإن تفاعله مع الحراك الأدبي يكون إيجابيا، أما عندما يتوجه
وفق معايير حسابية بحتة فإنه يتحول إلى عالة على المعهد وعلى الحراك الأدبي ككل.
الحياة اليوم: بعد روايتك كاطينا الى اين تقودك وتقودنا
خطاك
رتيبة بودلال: بعد كاطينا، هناك المزيد
من السرد، مشاريع وثقت خطوطها العريضة وأشتغل على إحداها منذ أسابيع، لكني عموما
لا أحب التسرع في النشر، لذلك لا ألزم نفسي بموعد معين لصدور عملي الموالي.
الحياة اليوم: كلمة اخيرة تريدين تبليغها للقراء؟
رتيبة بودلال: كلمة أخيرة أقولها للقراء:
أكتب لأنكم موجودون
الكاتب الهاوي "بن عيسى حسين"
الخاطرة والرواية أعز أصدقائي
ابن "أولاد غدو" تيارت، "بن
عيسى حسين" طالب جامعي بالسنة الأولى علوم اجتماعية – جامعة ابن خلدون –
كارمان – تيارت، داعبت أنامله الخاطرة منذ سن المراهقة أين كان يجدها أفضل صديق
يلقي إليه بمشاعره وأحاسيسه، وحين يضيق صدره يجد الخاطرة منفسا له.
تأثر كثيرا بـ "إيليا أبو ماضي"،
وبوصوله إلى الجامعة بدأ "حسين" نشر كتاباته على حسابه الخاص على
الفايسبوك، أين لقي تجاوبا واستحسانا بين الشباب، ما دفعه إلى الانتقال إلى تسجيل
فيديوهات يلقي فيها خواطره على شكل رسائل للشباب، أهمها فيديو حول "الحرقة"
وذلك قصد التأثير على وعي الشباب والسعي إلى عزوفهم عن هذا التفكير.
يقول حسين أن زميلته "سامية" هي من
دفعته إلى تقييد خواطره ورواياته، متطلعا حاليا إلى تأليف كتاب يحمل كل إنجازاته.
يتأمل حسين ويرجو تقديم المساعدة إلى أمثاله من
الشباب، حيث هناك الكثير والكثير بمدينة تيارت، كما يتطلع إلى تمثيل تيارت على
المستوى الوطني وحتى الدولي بتوفيق الله في التظاهرات الأدبية. ش/ وداد
ليست هناك تعليقات