رئيس حزب جبهة عزم الشّباب (قيد التأسيس) "مهدي عدنان" يصرح للحياة اليوم الجزائرية: سنعيد الثقة للشباب في الأحزاب وحلولنا ميدانية وواقعية
مهدي عدنان شاب من مواليد 20-06-1984 بمدينة معسكر، متحصل على شهادة الدراسات العليا تخصص بيوكيمياء، كاتب أكاديمي وباحث في علم الأنساب والتاريخ والسياسة ومدرب للتنمية البشرية. يحلم مهدي عدنان بأن يغيّر نظرة الشباب للأحزاب السياسية وذلك بتأسيس حزب سياسي شبابي 100%.جريدة "الحياة اليوم" الجزائرية التقت به فكان معه هذا الحوار
حاوره: سمير تلايلف
الحياة اليوم: كيف ترى
الحقل السياسي بالجزائر؟
مهدي عدنان: الحقل
السياسي في الجزائر متفسخ لدرجة التعفن وصل لحالة من الانسداد الخطيرة جدا حيث أن
هناك فراغ شديد وواضح جدا وصل لدرجة القطيعة بين الشعب والأحزاب السياسية نظرا
لانعدام الثقة ، هناك توقّع نمطي عن دور الأحزاب في بناء الدولة، خاصة عندما يتعلق
الأمر بعامة الناس ونحن نعني هنا الدول الإسلامية والعربية، ففي هذه الدول توجد
أزمة عدم ثقة بين الأحزاب وشرائح مجتمعية واسعة، والسبب في حقيقة الأمر يعود الى
عدم قدرة هذه الأحزاب على تجسيد شعاراتها واقعيا، كذلك يوجد بون شاسع بينها وبين
طموحات المجتمع، فالأحزاب هنا أكثر ما تطمح بتحقيقه وتسعى إليه هو الوصول الى
السلطة والاستئثار بامتيازاتها من أموال وسلطة ونفوذ وأمثاله ، الصراع اليوم حول
تحقيق طموح شعب غالبيته شباب وبالرغم من ذلك ليس لهم او بتعبير أدق لم يمنح لهم
دور في البناء الفكري والسياسي والاقتصادي بل همشوا لدرجة انهم أصبحوا بلا هوية حقيقية.
2
الحياة
اليوم: أنت بصدد تأسيس حزب سياسي، هل يمكن أن تحدثنا عن هاته الخطوة؟
مهدي عدنان:
نعم نظرا للهوة الشاسعة التي ظهرت على الساحة في السنوات الأخيرة وكذلك تردي
الاوضاع ، أصبح من الضروري بل من الواجب التحرك بمشروع سياسي مغاير تماما لما هو
سائد في الساحة برؤى واضحة وصريحة وأهداف حقيقية قابلة للتجسيد ميدانيا معتمدين في
ذلك على الشباب بالرغم من صعوبة المهمة في وقتنا الراهن اين فقد معظم الشباب الثقة
في السياسة والسياسيين كما قلنا سابقا ، ما يحدث في البلاد اليوم يتطلب منا التجند
كلنا للخروج من الازمة انطلاقا من اعطاء الشباب الدور الحقيقي لبناء مستقبله وفق
برنامج واضح ايمانا منا بمبدأ الحزب السياسي الذي لا يسير وفق خطة وبرنامج مآله
الفشل، وانا سعيد جدا كون الشباب الجزائري الواعي اخذ على عاتقه الدفاع عن الوطن.
الحياة
اليوم: جبهة عزم الشباب... هل تعتقد أن الثقة ستسترجع وسيلتف الشباب حول حزبك في
ظل فقدان الثقة في كل ما هو سياسي في الجزائر؟
مهدي عدنان:
جبهة عزم الشباب كلها يقين ان الثقة ستسترجع وسيلتف حولنا الشباب بالرغم من
فقدانهم الثقة فيمن سبقنا لاننا ببساطة صريحين في طرحنا حيث نقول هيا لنبدأ عملنا
معا للخروج من الأزمة ايمانا راسخا منا أن البناء والتشييد يجب ان تتوفر فيه اطراف
المعادلة كاملة وهي : البرنامج الواقعي + شعب ( شباب) واعي + نظرة سياسية شاملة
للواقع، بالإضافة الى ذلك سألخص لك نظرة الحزب في بضعة كلمات جبهة عزم الشباب حزب
إصلاحي تنموي نخبوي يستقطب الفاعلين الشرفاء من المثقفين، يهدف إلى بناء المجتمع
وتكوين القادة، أولوياته إصلاح تربوي وإصلاح اقتصادي وتنمية بشرية وتنمية مستدامة
، يعتمد على الكفاءة والنوعية لا على الحشد والكميّة ،لا يوظف الثوابت الوطنية ولا
يستغل الدين بقدر ما يعتمد على أساليب مدروسة بعناية ، ليس معارض وليس مطبّل،
يستغل ما يسمح به القانون لخلق فرص واستثمارها بالوجه الأمثل. ومن أولى اهتماماته
أيضا الاستثمار في كيان المرأة والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان والعدالة تحصيل
حاصل لجتمع متحضّر واعي يعرف ماله وما عليه.
الحياة اليوم:
في خضم حديثك قلت أن حزبنا ليس مطبل كما أنه ليس معارض، إذن انت ممن يمسك العصا من
الوسط أو كيف... ممكن توضح أكثر؟
مهدي عدنان:
نحن نؤمن كحزب بأن الامور لا تسير الا بالوسطية فمن أصاب وقدم الحلول الحقيقية
نبارك له وندعمه في مشروعه كائنا من كان ومن يخطئ ننصحه بالحسنى أو نعارضه بتقديم
الحل الأمثل بمعنى أننا لن نعارض من اجل المعارضة فقط بل نقدم الحلول المنطقية
وأعتقد أن هذا هو الحل الأمثل للخروج من أزمة سياسية واضحة.
الحياة
اليوم: ستجرى الانتخابات الرئاسية في الجزائر يوم 18 أفريل... هل لك ان تحدثنا
عنها كقراءة مسبقة للأحداث؟
مهدي عدنان:
سأبدأ
الحديث اولا عن دور الاحزاب السياسية في هذا الحدث المهم لأنها هي المحور الرئيسي
لهذه العملية ثم أنتقل الى نظرتنا الاستقرائية للحدث بعد اذنك : من شروط نجاح
الأحزاب السياسية في عملها، وإتاحة الفرص لها لإقامة علاقات متوازنة مع الجماهير،
وضع برنامج واضح ومعلوم لعملها، فلابد أن يكون هناك برنامج سياسي مخطط له مسبقا
يمكنه أن يعطي أو يقدم انطباعا واضحا عن طبيعة النشاط الفكري والعملي للحزب، ولا
ينبغي أن يكون نشاط الحزب فوضويا أو غير محكوم بعمل تنظيمي واضح المعالم، وينبغي
ان يصب البرنامج الحزبي في الصالح العام أولا، لذا ليس هناك مجتمع بإمكانه
الاستغناء عن الأحزاب السياسية، لكن الأمر ينبغي أن يبقى ضمن حدود المصلحة العامة،
ولا تنحصر أهداف الحزب بتحقيق المكاسب الحزبية او الفردية، كما حدث بالنسبة لأحزاب
الشعوب المتأخرة( الجزائر نموذجا)، لكن لا تنتفي الحاجة الى الحزب، في المجتمعات
التي تتبنى المنهج التحرري، كما أن الدول الطامحة لبناء نظام سياسي قائم على
الشورى، والتداول السلمي للسلطة تحتاج الى العمل الحزبي المنخرط ضمن إطار دستوري
مشرَّع شعبيا، أو مستفتى عليه من الشعب. الرؤيا الآن ضبابية أكثر من أي وقت مضى
فأحزاب التحالف اتفقت على ترشيح الرئيس لعهدة أخرى وأريد ان أنوه في هذه النقطة أن
الصراع هذه المرة سيكون قوي وقاسي وخطير خاصة بعد ظهور بعض الوجوه الجديدة للساحة
والتي كانت محسوبة على المؤسسة العسكرية ولكنها ظهرت على الساحة الآن على شكل
متحدي للنظام نظرا لاختياراتها الايديولوجية التي قد لا تخدم مصلحة الوطن في
المرحلة القادمة ... وهذا ما يجعله الأمثل لمقاومة علي غديري المترشح الحر اعلاميا
على الاقل ، على العموم لن تتضح الرؤية قبل بدأ الحملة الانتخابية ويبقى
الاسلاميين في الاخير كمتسابقين للاحماء فقط واضفاء الشرعية الانتخابية.
الحياة
اليوم: بكل صراحة
هل انت ضد أو مع العهدة الخامسة
مهدي عدنان:
لو سألتني
قبل ترشحه لعهدة خامسة لقلت لك أتمنى ان لا يترشح لعدة أسباب أولها الازمة
السياسية وعدم وضوح الرؤية التي تخرج الجزائر من الأزمة ... الرئيس عمل لاربع
عهدات متتالية على تطبيق برنامج تحرري وفقد اثناءها الكثير من صحته ومن حقه الآن
ان يرتاح كما لا يوجد ضغط شعبي حقيقي من أجل إحداث تغييرات في النظام السياسي تحت
قيادة الرئيس بوتفليقة ذي الثمانين عامًا، فالرئيس يحظى بشعبية حقيقية نابعة من
معالجته لأزمة العشرية السوداء التي كانت تعصف بالبلاد، وإيقافه نزيف الدم والعنف
خلال العشرية السوداء التي شهدتها البلاد في سنوات التسعينيات، ولا وجود لشخصية
بارزة لخلافة بوتفليقة على الأقل الآن في ظل غياب خطاب معارض موحّد نتيجة قبضة
حقيقية له في تسيير الوضع، ولكن الآن وبما انه ترشح وهذا حقه يمكنني ان أقول لك
أنني مثل كل الشعب وكلمتي اقولها في الصندوق يوم الانتخابات ان شاء الله
رئيس حزب جبهة عزم
الشباب قيد التأسيس مهدي عدنان يصرح للحياة اليوم الجزائرية: سنعيد الثقة للشباب في الأحزاب وحلولنا ميدانية وواقعية
الحياة
اليوم: نعود للحزب
الذي تنوي تأسيسه... إلى أين وصلت آخر تطوراته وهل تعتقد أن يعطى لك الاعتماد من
الجهة الوصية؟
مهدي عدنان:
نحن نقوم
بعملنا على أكمل وجه ميدانيا ونغطي مجموعة لا باس بها من ولايات الوطن في انتظار
اتمام النصاب القانوني لعقد الجمعية العامة التأسيسية اما عن الاعتماد فالقوانين
واضحة ولسنا متخوفين من الجهة الوصية لأنها ستطبق القانون حرفيا وهذا سيكون في
صالح البلاد بالتأكيد ويحتسب لمن يسهر على تطبيق قوانين الجمهورية التي وردت في الدستور
الجزائري الذي يمنح حق تأسيس الاحزاب وفق ضوابط معروفة ونحن نحترم القوانين
الصادرة ونطبقها حرفيا.
الحياة
اليوم: في الاخير
نتركك تقول كلمة أخيرة وتتحدث عن طموحاتك؟
مهدي عدنان:
في الأخير
أشكركم على هذا الحوار الجميل وأود ان أوجه نداء للشباب من منبركم هذا بعد اذنكم
طبعا نحن لم نأت لهذه الدنيا لنحمل راية النصر وحدنا لأننا بكل بساطة نؤمن أن هناك
رجال على هذه الأرض يصدق فيهم قول ربنا تعالى في ملكه " مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ
نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِّيَجْزِيَ
اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ
يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (24) ... نشهد الله
والناس علينا اليوم وبعده الى ان نلقاه أننا قد خرجنا لهذا الطريق طامعين في ثقته
ومستقوين بنيتنا الصادقة لإخراج هذا الوطن وهذه الأمة من براثين التخلف والخوف
والفساد بحسن التدبير والدفاع عنها بكل قوة ضد كل من سولت له نفسه أو تسول له ان
يمزقها ... لقد وصلنا لمنعرج تاريخي حقيقي في بلادنا فأما ان نتحد ونكتب تاريخنا
بأيدينا أو نتفرق ونهون فيكتب التاريخ خيانتنا لأمانة الشهداء ... نعم لا أريد
تزويق الكلام ولا تنميقه وانما أستدعي في شعب الجزائر وشباب الوطن النخوة العربية
الأصيلة التي لا ترضى بالذل والهوان سنهان أكثر من الاهانة التي نعانيها اليوم ...
سنساق مثل الدواب تماما فلا نحن استطعنا حفظ حريتنا التي مات لأجلها الشهداء ولا
نحن استطعنا استعادة حريتنا من جديد ... سيتجرأ علينا كل ذليل كان لا يذكر اسمه
... سيصبح أبناءنا ينعتون بأبناء الجبناء بدل أبناء الشهداء ... قد يقول أحدهم هذا
ضرب من الجنون نعم سيقولون الكثير والكثير ... لكنني ومن موقفي هذا ومكاني هذا
اقول له بل يمكن ان نصل الى أسوأ من هذا الوصف ... تاريخ يسرق من أمام اعيننا
ويزيف ونحن نيام نتراشق التهم بيننا ولا أحد يحرك ساكنا لتغيير الوضع ... نحن نؤمن
اليوم وأكثر من اي وقت مضى أن الخير كله في الشباب فالتفوا وقولوا كلمتكم معنا
ولنجتمع ونقولها معا بصوت واحد لعل الله يرحمنا ويسجل التاريخ موقفنا هذا في يومنا
هذا معا لنقول "" عاشت الأمة حرة "" اليوم اخاطب عقول الشباب
وأستدعي نخوتهم للدفاع عن وطننا ... جميعا يعلم أن الشباب يأس من الاصلاح ومن
السياسة والسياسيين لما لقاه منهم من كذب وتدليس وتلاعب ... نحن أمامكم اليوم لا
نقول لكم سننجز لكم كذا وكذا ولكننا نقول لكم تعالوا نعمل معا لنحقق أمالكم ونداوي
آلامكم اننا بجبهة عزم الشباب نؤمن بأن هذه الأرض لن تعقر ان تلد لنا العربي بن
مهيدي وبن بولعيد وسي الحواس ... ستنجب هذه الارض عظماء آخرين يصنعوا تاريخا جديدا
لهذا الوطن عنوانه : جزائر ارض المعجزات وحجة الله في الكائنات أما عن طموحاتنا
فنحن نريد ان نسمع العالم كلمتنا ونقول الجزائر لها مكانتها وكلمتها.
ليست هناك تعليقات