تنسيقية متقاعدي الجيش يأملون في سكن للمحتاجين.. وحسن المعاملة من قبل مصالح المستشفيات
بالأمس، وجد أباؤنا المجاهدون أنفسهم أمام
مرارة العيش حين تقلّد أوفرهم حظّا منصب "شانبيط" وحينما تمكّنت أمّ
الشّهيد وزوجته وابنته من الحصول على رضا الإدارة المحليّة أنا ذاك فظفرت بمنصب"
كونسيارجة" على أحسن حال، ولولا قانون ذوي الحقوق لظلّت هذه الفئة على حالها
تنتظر من يحسن إليها بصدقة، ما كان لملكها أن يكسبها لولا جحافل الشّهداء وتضحيات
المجاهدين والمسبلين وغيرهم ممن قدّموا أنفسهم فداء للوطن..
ها هم اليوم، حفدتهم من أبناء تنسيقية متقاعدي
الجيش الوطني الشّعبي سليل جيش التّحرير الوطني، الّذين خدموا الوطن في اللّيالي
الحالكات (التسعينيات) يرفض بعض رؤساء الدّوائر استقبالهم لأنّهم دون شكّ سيطالبون
بحقّهم في السّكن بشتّى صيغه.
وأين العيب في ذلك ان كان الطّلب باسم
التنسيقية؟ أليسوا هم من انخرطوا في صفوف الجيش لتطهير البلد واستتباب أمنه
وقامروا بأرواحهم وشبابهم وصحّتهم؟ أليسوا هم من بُترت سيقانهم واقتلعت عيونه
وأثخنتهم القنابل والرّصاص جراحا؟ أليس لهؤلاء الحقّ في استقبالهم كـ "خدّام
للوطن" على أقلّ تقدير؟
أم تراه ما أشبه اليوم بالبارحة.. ليس لمن
يدافع عن الجزائر حقّ السكن ولا حقّ في كريم العيش ورغده.
من سينخرط في صفوف الجيش إن كان هذا هو
مصيره؟ من يسمح لولده أن ينتمي إلى مدارس أشبال الأمّة إذا كان الانتماء إلى الجيش
سيحرمه من أبسط الحقوق الّتي يحصل عليها المواطن الذي يطالب ولا "يقدّم"،
بحجّة أنّ يتقاضى 27 ألف دينار كأجر قاعديّ؟!
إنّ أعضاء التنسيقية الوطنية لمتقاعدي
ومعطوبي ومشطوبي وذوي الحقوق وأرامل الشّهداء وكلّ منتسبي الجيش الوطني الشّعبي..
يناشدون السيّد بن تواتي عبد السّلام والي ولاية تيارت أن يلتفت إليهم، وهو ابن
شهيد، وأن يخصّهم على غرار الحرس البلدي بنسبة معقولة من السكن الاجتماعي، وفق
ملفات يقدّمونها إلى جهاز الدّائرة.
أمّا شهداؤهم فكلّنا يشهد أنّه عند كلّ جنازة
كان يغطّى شهداء الجيش والأمن بالعلم الوطني ويعلن المسئولون بأنّه شهيد الواجب
ومن ثمّ شهيد للوطن... لتنسى الحكاية ويطوى الملفّ ويدخل رفوف الإدارة المتنكّرة
لتضحيات هذه الفئة التي يجب على كلّ منّا أن يقف في هيئة استعداد عسكريّ، وان لم
نكن عسكر، وأداء التحية لهم، وأن نحثّ الدّولة ادراجهم في قانون "ذوي
الحقوق" حتّى لا يتميّع الجهاد في سبيل الله والوطن ويتحوّل إلى مجرد شعار..
وحتّى لا نقول لوليّنا عدا ".. اذهب انت وربّك فقالا إنّا ها هنا
قاعدون"!
أيها الّذي كلّفتك الدّولة بإدارة رئاسة
الدّائرة اعلم أنّه كنّا نخاف من ظلّنا، وكنّا نشكّ في أقرب النّاس إلينا، وكنّا
لا نأمن أحدا... حتّى بعث الله فينا هؤلاء الأبطال الّذين ركبوا سفينة الشّهادة
فمنهم ".. من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا"، فلم لا
تستقبلونهم ولا تكرمون مثواهم ولا تسعون في خدمتهم والاصغاء إليهم؟
هؤلاء المتقاعدون تلقّوا أحسن التكوين وأحسن
التّدريب... وهم مستعدّون في حال اعترفت الوزارات المختلفة بشهاداتهم
"الجزائرية" (والعيب والعار ان لا تعترف الوزارات الأخرى بشهادات وزارة
الدفاع الوطني) أن ينشئوا المؤسّسات المتخصّصة وامتصاص زملائهم من المنتسبين إلى
تنسيقيتهم ورفع العبء على وزارة الدّفاع الوطني الّتي ينتظرون منها التكفّل
بانشغالاتهم.
بكلمة بسيطة وشعبية "واش يصركم إذا
عملتموهم كباقي المواطنين وخصّصتموهم بـ 5 أو 7 سكنات في كلّ كوطا !؟" ما الّذي يضرّ المستشفيات أن تخصّص
لهم ولذويهم جناحا للتّداوي بغير مشقّة؟ ما الذي يضرّ المسئول المحلّ استقبال
ممثّليهم وأخذ مطالبهم بعين الاعتبار للرفع من الضّغوط عن وزارة الدّفاع الوطني؟
هؤلاء أيّها السّادة فيهم ضبّاط سامون كنتم تتودّدون إليهم، وفيهم متخصّصون كنتم
تخجلون منهم..وفيهم رجال كنتم لا تجرؤون الوقوف بين أيديهم، أنزلوهم منازلهم
ينزلكم الله منزلة ترضونها يوم "تتقاعدون" والحديث قياس. ك/ص
ليست هناك تعليقات