وظائف... وموظفون .. ؟


المسؤولية أخلاق وأساسها السلوك ، والذين لا يملكون من الحس الإنساني والأخلاقي إلا أرذلهما لا يملكون من ناصية المسؤولية والتسيير غير الفراغ...فراغ المواقف وفراغ المبادئ ...بعض ممن يؤمنون مسبقا أنهم الأفضل وهم الأسوأ يتحركون كما لو أنهم شبهات تمشي على الأرض ، و البعض الآخر أوتي من الحكمة ما شاء ربك فيصنعون من الفراغ أحداثا ومن وهج الضمير يتخذون المواقف و والمبادئ .. تخالطهم فتحس أنك أمام شواهد التاريخ التي لا تنحني إلا لفضائل الأمور وجلال الكلمات ، أحيانا أرى أن أي تحليل لمجريات بعض التصرفات مضيعة للوقت...
مسؤول أحيل على التقاعد تم وظف من جديد بالتعاقعد على من هم دكاترة يتسولون في الشارع ، ومن تصرفاته تعب الكبير والصغير ، بل ان البعض يصفوه بالدودة التي تنخر الجذوع ، ورغم أنه نبه أكثر من مرة إلا ما هوعليه من سوء تصرف إلا انه باق على طبيعته لم يتبدل ولم يتغير . إن السؤال المطروح و الذي نبهنا إليه أكثر من مرة، هو لماذا هذا التعاقد بينما الكثير بل آلاف من الشباب يعيشون البطالة و فيهم من هو مستعد لخدمة وطنه بالمجان ..؟
ان التفكير الذي منشأه هذا التكاثف اللا اخلاقي للوظيفة في أيد موسومة بالفساد وكانت قد أحيلت على التقاعد أمر لا أقول مزعجا بل إنه ملجأ الخراب وصانع الانحطاط ...إن رقابة الضمير إذا لم تفلح عند بعض ممن بيدهم القرار الإداري فواجب الرقابة الخاصة أن تعمل وإلا فإن تراكم الفساد وأصحابه لن يكونوا إلا سببا في إشغال نارالعنف أو فصل القاعدة عن القمة، ونحن في أشد الحاجة إلى تهدئة و الى ربط الناس بعضهم ببعض خاصة و نحن نواجه حملات عدائية ممن كانوا بالأمس أعتى المجرمين وأعداء الحضارة الإنسانية.. إن تثبيت الواقع بناء على افتراض خاطئ يوضع الحقائق والقيمين عليها في أمر سلبي .. و إن المطالب لوحدها لا تكفي لبناء مجتمع خال من الظلم بل لا بد من الشعور بالواجب كأداة تمكين و ممارسة متواصلة... إذن لدينا مشاكل تبدو غير ضارة و لكن بتجاهل مصادرها وتمكين العجزة في الإدارة تصير أكثر من ضارة ربما تنجر عنها مشاكل اخرى قد تدفع إلى صنع الفوضى حتى و ان كانت فوضى عفوية.

محمد لواتي ، رئيس تحرير المستقبل المغاربي

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.